تابع راديو الشمس

\" ولــّــى ربـــيـــــع الــكـُــروش .. وآنَ لــــزعــــزعــة الـعــــــروش \"

\

شارك المقال

      .. عهد الصمت ولى ، أخيرا قررت ان اكتب ولن أتوقف عن الكتابة بعد اليوم ، لأن الصامت عن الحق شيطان اخرس ، والسؤال الأهم من أين ستكون البداية ؟ الجسد كله يعاني من امراض مزمنة خبيثة ملأته  من "ساسه الى رأسه " البيوت! المدارس! المؤسسات عامتها وخاصتها! رجال الجمهور ونساؤه!!  المواضيع كثيرة والقائمة تطول.. وإزاء هذا الواقع المرير أفكر بجدية ان تكون هناك سلسلة من المقالات المطروحة على جمهور القراء في شتى مناحي الحياة ، ويتوخى من خلالها احياء الضمير الانساني الذي غط في سبات عميق وصل الى حد التخدير وعدم الاحساس بالخطر الذي يداهم بيوتنا وعقر ديارنا  ..
    ونحن اذ نعيش حالة الربيع العربي في الاوطان العربية في عصرنا الحديث وموجة انتفاضة الشعوب ضد الحكام والجلادين فإننا نلتفت الى ما يجري في مجتمعنا العربي على كل المستويات ، ونحن على ابواب انتخابات الكنيست الاسرائيلية وانتخابات السلطات المحلية التي تعقبها بعدة شهور ! يُطرح السؤال : ما الهدف من انتخاب رجال الجمهور ؟ وما الغاية من اقامة المؤسسات ؟ الجمعيات واللجان المختلفة ؟ ما الهدف يا ترى ؟ . أهو خدمة الجماهير والغيرة على مصالح الناس ؟ أم الغيرة على المصالح الشخصية وضمان أماكن عمل على مستوى عائلي وحمائلي ضيق ؟  مجتمعنا العربي يعجّ بالأمراض المزمنة ولذا فلن نحيط بكل الازمات دفعة واحدة وقد نحتاج الى تشريح الواقع على مراحل وفي جبهات عديدة ،لعلّنا ولو بالكلمة نصل الى الحقيقة او جزء منها والله المستعان..
     اثيرت في الآونة وعبر وسائل الاعلام المختلفة قضية وحدة الاحزاب العربية في انتخابات الكنيست القادمة وإلحاح الجماهير العربية لتحقيق هذا المطلب، حتى ذهب البعض يدعو الى تنظيم مظاهرات حاشدة في القرى والمدن للضغط على القيادات العربية لتحقيق حلم الجماهير ! والحق يقال ان في تبريرات الناس لهذا المطلب عدل وإنصاف خاصة في ظل سيطرة اليمين المتطرف ! ونعيق المستوطنين صباح مساء لطرد العرب من البلاد ! وتفاقم ازمة البطالة والسكن ومصادرة الاراضي وارتفاع اسعار المعيشة وتدهور التربية والتعليم في مدارسنا وارتفاع نسبة العنف وانتشار السلاح غير المرخص والمخدرات ...وغيرها من ازمات مجتمعنا الكثيرة.. وقد كنت شاهدا ومنذ سنوات عديدة على مطالبات بعض نواب الكنيست بالوحدة الحقيقية بين الاحزاب العربية لما في ذلك من ايجابية وتعود على جماهيرنا بالمنفعة ..لكن الامر بقي حبرا على ورق والمصالح الشخصية وترتيب المقاعد وإشغال المناصب طغى وحال دون توحيد الجماهير على كلمة واحدة !! ولدي الكثير الكثير من الامثلة والأدلة التي تؤكد وتبرهن صدق ما اقول ، ولكم ان تراجعوا الصحف العربية التي كانت تصدر صفحتها الرئيسية بين الحين والآخر بحقيقة التناحر والتزاحم بين اعضاء الكنيست العرب في كل محفل ومناسبة في الداخل والخارج وقد بلغ الامر  ذروته أثناء زياراتهم الجماعية للدول العربية او لقاءاتهم بزعيم او رئيس ، كما جرى في زيارتهم المشؤومة الى ليبيا حيث قالت احدى الصحف العربية يومها في خبر مفاده ان تدافعا وتراشقا كلاميا وقع بين اعضاء الكنيست عند لقائهم مع سيء الذكر القذافي ، تزاحموا بقوة وسباق ايهم يحظى بالجلوس الى يمين العقيد ملك ملوك افريقيا ! وأيهم يحظى بشرف الخطاب الاول امام جلالته !! وفي هذا السياق لا انفي البتة ان من بين الاعضاء من يعمل ويبذل الجهد لتحقيق شيء من وعوده  للجماهير ولكن الصوت خافت وباهت ولا يفي بالغرض كاملا ، لكن بالمجمل ، اذا كان التنافر والتنافس على حب الظهور هو اخلاقيات احزابنا ونوابنا التي ما تزيدنا شرفا ولا عزا ، وإذا كانت الكنيست تربي قيادات اخلاقياتها كما أسلفت فبئست وبئس ساكنوها !! وهذا يزيدني قناعة الى قناعتي ويؤكد تأكيدا قاطعا ان قيادة الجماهير العربية ومنذ زمن طويل فقدت ثقتها لدى الشارع العام وأصبحت بعيدة كل البعد عن مصالح العرب في البلاد  ولا تحترم رغبة الجماهير، وابتعدت بعد المشرق والمغرب عن تمثيلها الصادق ورفع صوتها ومظالمها!! وهكذا يبقى حلم الجماهير بالوحدة كل اربع سنوات سرابا وخيالا يعجز تنفيذه البتة ! وسيبقى الوضع قائما طالما يربض قادتنا ويجثمون على صدورنا كما يفعل زعماء الامة العربية من محيطها الى خليجها !! وحيال هذا الواقع الغاشم والمرير لا بد من تحرك شعبي واسع النطاق وان شئتم سموه الربيع العربي في الداخل او ربيع الجماهير العربية او أطلقوا عليه أي تسمية شئتم ، المهم ان تهب الجماهير هبة رجل واحد في مظاهرات من شمال البلاد الى جنوبها ومن شرقها الى غربها ، لتقول كفانا عبودية وتبعية ظلامية ، ايها القادة المتسلطون الجبابرة تجرون الجماهير خلفكم كالقطيع في الليل الدامس الى حيث لا هدف ولا استراتيجية ولا رؤى واضحة لما نريد كجماهير عربية في هذه الديار !! آن الأوان لوقف هذه المهزلة التي دامت عقودا طويلة ،آن الأوان لتنطق الجماهير بكلمة الحق في وجه من نصبوا انفسهم قادة الاحزاب العربية : كفاكم .. كفانا ما كان ! عليكم ان تذعنوا وتستجيبوا لطلب الجماهير وتترفعوا عن المصالح الضيقة الرخيصة التي لا تصب في صالح جماهيرنا وشعبنا !هذا التشرذم العربي لا بد ان يزول ويتحول الى قوة حقيقية تقف في وجه العنصرية المؤسساتية ولا بد من وحدة نقية صافية تخرجنا مما نحن فيه من ضيم وضيق ! آن الأوان لانتفاضة سريعة جدا تهز عروش الزعماء والرؤساء وأصحاب الكروش والمصالح الذين يصحون مرة كل اربع سنوات من النوم والسبات العميق لينالوا ثقتنا من جديد ويستمروا في مسلسل الجعجعة والثرثرة التي لا طائل منها ولا تؤثر شيئا في واقع حياتنا !! 
    وبعد ، فاذا لم تتوحد الجماهير العربية هذه المرة لتقف في وجه مخططات اليمين الارعن ومعسكر ليبرمان نتنياهو فإنها ستعيش في خطر يتهدد وجودها وكيانها !! ويتوجب على القيادات العربية الآن ان تتنحى جانبا على الفور وتفسح المجال للقيادات الشابة ان تأخذ دورها في تنافس شريف ينال ثقة حقيقية وجدية لمواصلة مشوار نضالنا الوطني والعربي في هذه الديار .. آن الأوان .. ودقت ساعة الحسم ..فلنتحرك سريعا ولا نتردد في تنظيم مسيرات ومظاهرات عامة ولتكن اعتصامات وخطابات واجتماعات شعبية ورفع شعارات  امام منازل وقصور الزعماء ، وفي مداخل بيوتهم ، كما يجب ملء بريدهم الالكتروني بالنداءات المتواصلة ، وعلى شبكة التواصل الاجتماعي لتكن حملات واسعة النطاق تطالبهم بالوحدة وإتاحة الفرصة لغيرهم فهم ليسوا أجدر بالقيادة ، وليكن ذلك في برنامج مخطط وواضح لتحقيق وحدة الجماهير والجلوس والحوار معا لإيجاد صيغة مناسبة لتحقيق الغرض ، فاذا لم تتحقق الوحدة فلا تجديد للثقة وليكن ما يكون حتى تتحقق الارادة وتتم الاستجابة للمطلب العام بخوض الانتخابات تحت راية واحدة ورمز واحد ولا نقيم وزنا للأصوات البائسة التي تدافع عن التعددية وشرعية الاختلاف ، فوحدتنا اهم من كل الشعارات الورقية الضبابية التي اكل الدهر وشرب عليها.. انتهى.

 

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

هنا سيكون وصف ثانوي بحال لزم الأمر.