تابع راديو الشمس

هل هناك لغة تدعى " العربية الإسرائيلية " أو العربية المختلطة؟

هل هناك لغة تدعى

شارك المقال

 يدعوها البعض " عرفرفيت " او " العرفرفيا " او بكل بساطة " العربية الإسرائيلية " إنها اللغة العربية المختلطة والمطعمة بكلمات عبرية اخترقت كافة مناحي وأوجه حياة الفلسطينيين داخل الخط الأخضر ورغم أن البعض يرى في هذه الظاهرة ضعفا ثقافيا إلا إن الواقع أقوى واشد عنادا من أي تأثير أيديولوجي ويفرض نفسه لتبقى هذه اللغة المشوهة تتردد في جنبات المدارس والمستشفيات والانترنت .

 

وقال معد التقرير المنشور امس" الأحد " في صحيفة معاريف العبرية " الصحفي " روفيك روزنطال" " رويدا رويدا بدأنا ندرك إن لغة جديدة تولد بين ظهرانينا يتحدث بها حوالي 20% من سكان إسرائيل " عرب 48 " ويمكننا سماعها اليوم في كل مكان في الأسواق التجارية ، المدارس ، البنوك ، المستشفيات ، إنها العربية المطعمة بالكلمات العبرية لتتحول خلال الأسابيع القادمة الى موضوع دراسة عملية تنشر قريبا على شكل كتاب يحمل اسم " والله بسيدر" صادر عن دار النشر " كتر" بقلم الدكتور عبد الرحمن مرعي وبتنسيق وتحرير كاتب هذا التقرير الصحفي " روزنطال".

 

كيف تعمل اللغة العربية المحكية؟ نسمعها في كل مكان مطعمة بالعديد من الكلمات العبرية مثل " بسيدر يوفي، ميتسويان ، لهترؤوت ، شفوع طوف، 

كول هكفود " وتعني هذه الكلمات باللغة العربية الأصيلة " كل شيئ على ما يرام ، جميل ، ممتاز ، الى اللقاء، أسبوع جيد مع الاحترام " كذلك تنتشر هذه اللغة او تتعمق في المجال البيئي المحيط بمكان السكن أو الإقامة مثل "ديشي ، معليت ، مدرخاة ، شولحان ، حلون ، شلط ، حنيون " وتعني بالعبرية الاصيلة " مرجه خضراء من الانجيل ، مصعد، رصيف ، طاولة ، شباك ، موقف سيارات " وكذلك تنتشر هذه اللغة في المجال الصحي مثل " كوبات حوليم " وتعني صندوق المرضى وكذلك الامراض او الحالات الطبية مثل " ايروع موحي " او بالعبرية " السكتة الدماغية " ، " محلاه كرونيت " وتعني بالعربية " مرض مزمن " او " كريسات معرخوت " وتعني انهيار الأنظمة الحيوية ويساعد العدد الكبير من الأطباء العرب العاملين في المستشفيات الإسرائيلية في تعزيز " اللغة " العربية المختلطة ففي حال أصيب شخص ما بالسرطان يفل العرب عدم استخدام هذه الكلمة بل كلمة " غيدول" بالعبرية تعني " ورم " باللغة العربية الأصيلة حيث اعتاد العرب القول في هذه الحالة " عندو غيدول" .

 

وكما يوجد في هذه اللغة كلمات مفردة ومنفردة هناك أيضا مقولات ومصطلحات عبرية تسللت إليها اذ يمكننا سماعهم يتحدثون قائلين " هشميم هم هغفول" وتعني بالعربية الأصيلة " السماء هي الحدود " او " هكول يهي طوف" وتعني" سيكون كل شيء على ما يرام " أو القول " بعزرات هشم " وتعني بالعربية " بعون الله ومساعدته " او القول " حفال عال هزمان " وتعني بالعبرية " خسارة على الوقت " .

 

ورغم ان العرب لا يحيون اعياد واحتفالات اسرائيل الا انها حاضرة بقوة في حياتهم بسبب العطل المدرسية المرتبطة بهذه الاعياد وهناك اسم " عربي " لكل عيد اسرائيلي حيث يلفظ العرب الاسم العبري لهذه الاعياد مضيفين حرف التاء اليها مثل او بعد الاحرف مثل" روش ال شنة " وتعني راس السنة " او " البوريم " وتعني عيد الغفران " بوريم " وهكذا .

 

هناك الكثير من العرب يعملون في قطاع البناء سواء كانوا مراقبين او عمال عاديين وهنا يوجد الكثير جدا من الكلمات العبرية التي تسللت للغة العربية عبر قطاع البناء مثل " كيرش" وتعني " خشبة " رعفيم " وتعني" قرميد " ، طياح " وتعني " قصير أو العامل الذي يعمل في مجال القصارة " ، تيكونيم " وتعني " اعمال التصليحات " ، " شيبوتسيم " وتعني" اعمال الترميم " ، " بلوك " وتعني " طوب البناء" ، شباختيل " وتعني " المجراد او المشحاف " " يتسيكا " وتعني عملية صب الباطون وغيرها من الكلمات التي تكاد لا تنتهي .

 

أخيرا ماذا يحدث للفلسطيني من داخل 48 حين يزور دولة عربية ؟ اتضح والحديث لكاتب المقال إن هناك عدة طرق يتم عبر تمييز العربي " الإسرائيلي " احدها استخدامه كلمات عربية خاصة مثل " زلمة " او مثلا يتوجه احدهم كما وقع فعلا في مصر لأحد اكشاك البيع ليقول له " أعطيني تنين ميتس تبوح " ويقصد أعطيني كاسين من عصير التفاح " وهنا اندهش البائع المصري وقال للعربي" ايه ده ميتس ؟" انت عربي؟" شو هذا ميتس " حينها تدخل سائح أخر وشرح للبائع المصري بان " ميتس " تعني بالعربية " عصير ".

 

وتثير اللغة العربية المختلطة عدم ارتياح وانزعاج كبير في " الوسط العربي " المثقف الذين يمتلكون زمام اللغة العربية الفصحى بكل جمالها ورونقها ويرون في ظاهرة اللغة الجديدة ضعفا ثقافيا وينصحون بعدم استخدامها مطلقا لكن الحياة وظروف العيش تنتصر على دعواتهم في اغلب الأحيان إن لم نقل جميعها .

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

هنا سيكون وصف ثانوي بحال لزم الأمر.