تابع راديو الشمس

ديمانس: ’لا نستوعب ما حصل‘.. نجل سائق الشاحنة: ’مصيبتهم هي مصيبتنا‘

ديمانس: ’لا نستوعب ما حصل‘.. نجل سائق الشاحنة: ’مصيبتهم هي مصيبتنا‘

شارك المقال

وقع في ساعة من بعد منتصف الليلة قبل الماضية حادث طرق دامي على مفترق بلدة الفريديس تخلله اصطدام بين شاحنة ومركبة خصوصية مما أسفر عن مصرع أولجا أشقر (38 عاما) وشقيقتها انجيلي نعيم (32 عاما) وابنة انجيلي الطفلة كلوي نعيم (عامين) وهن من سكان مدينة يافا، وقد كانوا بطريق عودتهم الى منزلهم من حفل زفاف.

هذا وتم تمديد اعتقال سائق الشاحنة الضالع بالحادث، والذي يدعى كمال ذياب البالغ من العمر 62 عاما من سكان مدينة حيفا، حيث يتم فحص شبهات تجاوزه الإشارة الضوئية الحمراء والقيادة تحت تأثير المخدرات.

تحدثت إذاعة الشمس صباح اليوم مع السيد نقولا ديمانس، وهو خال الشقيقتين أولجا وانجيلي، حيث قال: "الحدث صعب جدا وحتى هذه اللحظة لا نستوعب ما حصل، مصاب أليم ألمّ بأربع عائلات. عائلة أختي لديها أنسباء وأقرباء وهي لديها خمسة بنات وولد والبنات الخمسة متزوجات".

وأضاف ديمانس: "كانوا في حفلة زفاف (تعاليل) عريس في يافة الناصرة وبطريق عودتهم قرابة الساعة الواحدة ليلا حصل الحادث. شاهدنا الفيديو وهذا شيء مؤسف بأن نرى سائقين على الطرق بمثل هذا الإجرام، ومن المفروض أنه عند الوصول الى مفرق طرق وحتى لو كانت الإشارة خضراء فإن عليه تقليل السرعة وأن يكون أكثر حذرا". وتابع: "رأينا الشاحنة تمشي بسرعة غير مفهومة، وهنالك حديث أن سائق الشاحنة كان متعاطيا للسموم، وأنا لا استطيع تأكيد ذلك والتحقيقات ستوضح هذه الأمور".

وعن وضع زوجي المرحومتين الذين أصيبا أيضا بالحادث، قال ديمانس: "هما يتلقيان العلاج في مستشفى رمبام، ووضع السائق حرج ولكن بحسب ما علمناه ليلة أمس فإن وضعه تحسن قليلا والثاني وضعه بتحسن، ونأمل أن يخرجا بسلامة ويعودان لأسرهما". وتابع قائلا: "الضربة جاءت بالجزء الخلفي من السيارة، وقد لقيت أولجا مصرعها بنفس اللحظة".

وعن المرحومتين أولجا وأنجيليك، قال ديمانس: "هما وردتان أعطيتا الكثير من وقتهما للمجتمع خلال نشاطهما الكشفي، أولجا تركت الكشاف بعد زواجها ولكنها كانت دائما تساعدنا بالفعاليات والمناسبات فقد كانت ملمة باللغة العربية حيث درست اللغة وكانت تساعدنا بالترجمات. أنجيل الأصغر كانت ما زالت مرشدة لدينا هي وزوجها، وكانا يخططان بطريق عودتهما أن يذهبا الى المخيم حيث كانت فرقة الكشاف تخيم وأرادوا إكمال نشاطهما هناك. الشقيقتين كانتا تعملان مع بعضهما بمعهد تحضير بجروت".

وتابع ديمانس: "زوج أنيجيليك بقيت لديه طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات ونصف. وأولجا متزوجة ولديها ثلاث بنات الكبيرة من بينهم عمرها حوالي 13 عاما،وابنتها الثانية البالغة من العمر سبع سنوات كانت تنتظرهم بالمخيم".

وقال ديمانس: "أنا ألوم السائق والحكومة على التهون بأعمال السائقين على الطرقات، أمر غريب وتوجد فوضى بحركة السير في البلاد. أقول للسائقين أن يطيعوا إشارات المرور وأن يكونوا يقظين على الشوارع وألا يستعملوا الهواتف، وبظرف عملي فأنا أسافر كثيرا بالسيارة وأتنقل من مكان لآخر وأرى أمورا مخيفة على الشارع".

وتحدثت إذاعة الشمس أيضا مع السيد يوسف ذياب، وهو نجل سائق الشاحنة الضالع بالحادث، حيث قال: "أنا ما زلت بصدمة قوية ولا أستطيع وصف ما رأيته. بعد أن حصل الحادث اتصل بي الوالد وقال لي أنه ضالع بحادث طرق بالقرب من الفريديس، اعتقدت بالبداية أنه حادث عادي وقلت له أن يتبادل المعلومات بينه وبين السائق فقال لي أنه توجد إصابات ولا يعرف ماذا يعمل. عندما وصلت الى المكان وجدت والدي وقد كان بصدمة كبيرة جدا ولم أشاهده بحياتي بهذه الحالة".

وتابع ذياب: "أنا أعزي عائلات الضحايا فأنا شاهدتهم بعيوني، فقد وصلت الى مكان الحادث بعد وصول أول سيارة اسعاف، وقد شاهدتهم وهم ينتشلون جثة إحدى الضحايا وكان المشهد مؤثرا جدا ولم أستطع أن اتمالك نفسي. لا أعرف أسباب الحادث وكيف حصل وما تم نشره بوسائل الإعلام فيه الكثير من الإضافات".

وأضاف ذياب: "شاهدت فيديو الحادث، وقلت للمحقق الذي قام بالتحقيق مع والدي بمكان الحادث أنه توجد كاميرات في الشارع ويجب أن يتم فحصها. والدي يعمل سائق شاحنة منذ 44 عاما، والمخالفات التي حصل عليها والدي طيلة حياته كانت بسبب عدم وضعه حزام الأمان وليس أكثر من ذلك، حيث أن القانون قبل سنوات التسعينات لم يكن يلزم سائق الشاحنة بوضع حزام الأمان، وهو يعمل سائق شاحنة منذ سنوات الستينات واعتاد على هذا الأمر. لم يحصل على مخالفات سرعة ولم يكن ضالعا بحوادث طرق".

وتابع ذياب: "والدي كان يعاني من حالة رعب شديدة في مكان الحادث وكان على وشك أن يتعرض لسكتة قلبية بسبب الرعب الذي تواجد به. والدي لم يستطع التكلم وقت الحادث، وأنا لا أبرر موقفه فالأمر حصل. غالبية الأمور التي حصلت في الحادثة هي قضاء وقدر وربنا قرر الوفاة. ندعو بالرحمة للذين رحلوا ولا يمكن لأحد أن يتخيل ما تأثير الأمر علينا".

وقال ذياب: "قلنا لوالدي أن يرتاح وأن يدعنا نعمل وحدنا لكي يتفرغ لعائلته، ولكنه كان يقول دائما أنه اذا ترك العمل فإنه سوف يمرض، وجعلناه يعمل والجميع يحبه. الشاحنة بملكي وهو طلب أن يعمل عليها، وفي ذلك اليوم خرج الساعة الخامسة والنصف بعد العصر وبعد حوالي ست ساعات حصل الحادث، وأبعد مكان وصل اليه كان في منطقة نتانيا وكان عائدا من باقة الغربية الى حيفا".

وتابع ذياب: "الخسارة كبيرة لا يمكن تخيل مدى صعوبة الأمر. والدتي تلقت الخبر عندما استيقظت لتصلي الفجر وذلك بعد عدة ساعات من وقوع الحادث وجلست على الكنبة وبقيت عليها حتى ساعات الليل، والجميع زارونا من كافة أنحاء الشمال". وأضاف: "اذا قمت بتعزية العائلة ألف مرة فإنه لا يمكنني إرجاع حقهم. نحن لم نقتل عمدا، ربما كان هنالك اهمال ولكن الموت من رب العالمين. الأمر قضاء وقدر ونحن نقبل بما كتبه الله علينا ونحمد الله على كل مصيبة".

وعن رسالته للسائقين، قال يوسف: "أنا أحد السائقين، وأقولها بصراحة، كنت أمسك هاتفي النقال وقت القيادة وكنت أعد الثواني لكي أعبر عن إشارة المرور، ولكن منذ ساعة الحادث وأنا بصدمة كبيرة وأصبحت عند وصولي لإشارة المرور أخفف من سرعتني وصرت أشك بنفسي. الأمر ليس هينا ومصيبتهم هي مصيبتنا وربنا يشهد أننا نشعر بوجعهم ولا يمكن تخيل مدى صعوبة الأمر".

استمعوا للقاء الكامل:

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

هنا سيكون وصف ثانوي بحال لزم الأمر.