تابع راديو الشمس

انفصام الشخصية والجوانب الخفية له

انفصام الشخصية والجوانب الخفية له

شارك المقال


انفصام الشخصية هو أحد أصعب الأمراض العصبية النفسية التي من الممكن أن تصيب كلًا من الرجال والنساء، وتؤثر بشكل ملحوظ على سلوك المصاب به نتيجة الاضطراب الشديد الذي يحدثه هذا المرض في العقل، الأمر الذي يمثل صعوبة بالغة لكل مصاب بهذا المرض نتيجة ما يعانيه ويشعر به. 


فمعظمنا يجهل الكثير من المعلومات حول هذا المرض ويستمد معرفته فقط من الصورة التي تم تصوريها في الأفلام حول طبيعة هذا المرض، حيث صورت العديد من الأعمال السينمائية والدرامية شخصية مريض انفصام الشخصية أنه إنسان غير سوي تنقسم شخصيته إلى شخصيتين أو أكثر يتعامل بهم مع الآخرين.


ولكن يبقى السؤال الملح حول مدى حقيقة ما تم تناوله عن مريض انفصام الشخصية في هذه الأعمال السينمائية ومدى مطابقته للواقع؟ وهل يعد هذا المرض والفصام مرضًا واحدًا أم هناك اختلافًا بينهم؟


حقيقة كون مرض انفصام الشخصية هو مرض الفصام

من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثير منا هي الخلط بين مرض انفصام الشخصية ومرض الفصام على أساس كونهم مرضًا واحدًا، حيث أنه يوجد اختلافًا كبيرًا بينهم، فمرض الفصام يعد من أشهر الأمراض العقلية التي يصاحبها بعض التأثيرات والأعراض النفسية التي تؤثر على المريض وتجعله في حالة اضطراب فكري مستمر، بالإضافة إلى تعرضه لبعض الهلاوس السمعية والبصرية، كما إنه دائم الشعور بالخوف والقلق نتيجة سيطرة بعض المعتقدات الخاطئة على شخصيته.


فمريض الفصام عادة ما يشعر بأنه مهدد من قبل من حوله مع وجود حالة ملازمة له بفقد الإدراك، وفيما يتعلق بمرض انفصام الشخصية فهو كما ذكرنا من قبل مرض ذهني نفسي دائمًا ما يصاحبه الشعور بالتوهم مثل سماع أصوات غير موجودة في الواقع وتخيل أشياء لم تحدث.


الأسباب العلمية التي تؤدي إلى حدوث انفصام الشخصية

على الرغم من التطورات العلمية المذهلة التي وصل إليها العلم إلى يومنا هذا، لم يتمكن العلماء من تحديد سببًا واحدًا وراء حدوث مرض انفصام الشخصية، بل تم التوصل إلى عدة عوامل لها دورًا كبيرًا في إصابة البعض بهذا المرض، من أهم هذه العوامل:


العوامل الوراثية تعتبر من أولى الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض انفصام الشخصية، حيث أثبتت الدراسات الحديثة زيادة احتمالية إصابة الأفراد الذين عانى أحد أفراد عائلتهم بهذا المرض عن غيرهم أكثر من الأشخاص العاديين، لذا فأن العامل الوراثي يمثل دورًا كبيرًا في ظهور مرض انفصام الشخصية.


هذا بالإضافة إلى دور البيئة المحيطة والتي تتمثل في الأسرة بشكل عام وأسلوبها في التعامل مع الأطفال والمراهقين، كما تؤثر التجارب السلبية والصدمات التي يتعرض لها الإنسان طوال حياته على زيادة استعداده للإصابة بمرض انفصام الشخصية، فالمشاعر السلبية وضغوطات الحياة تساهم بشكل كبير في زيادة الأمراض النفسية، كما تؤدي إلى تطور بعض الأمراض العقلية والتي من أهمها مرض انفصام الشخصية.


الأعراض المصاحبة لمريض انفصام الشخصية

• عادة ما يصاحب المريض الرغبة بالانعزال عمن حوله بسبب شعوره الدائم بالتوتر والإحراج من الظهور في الأماكن والمناسبات العامة، كما يلازمه الإحساس بالوحدة.

• التوهم فعادة ما يختلق المريض بعض المواقف من تفكيره والتي لا أساس لها في الواقع، مثل توهمه بأن هناك من يريد به السوء ممن حوله، أو أن حياته مهددة ومعرضه للأذى دون وجود أسباب منطقية.

• الفشل الدائم في تكوين علاقات اجتماعية سوية نتيجة شعورهم بالفشل، بالإضافة إلى عدم تحمل المسئولية وإلقاء اللوم باستمرار على الآخرين.

• الهلاوس السمعية والبصرية مثل سماع بعض الأصوات الغير موجودة وتخيل رؤية أشخاص غير حقيقيين والتحدث معهم.

• هذا بالإضافة إلى ظهور بعض علامات الاضطراب السلوكية في التعامل مع الآخرين، وسيطرة المشاعر السلبية على المصابين بهذا المرض.


الطريقة الأمثل للتعامل مع مريض انفصام الشخصية

لا يؤثر المرض على المصاب به فحسب، بل يؤثر على جميع المحيطين به سواء كان أفراد أسرته أو أصدقائه وأحبائه، ولاسيما الأمراض النفسية والعصبية فهي تؤرق الجميع بصفة عامة، لذا لابد من إتباع الطريقة الصحيحة عند التعامل مع مريض انفصام الشخصية لمساعدته في تعجيل الشفاء، ولتجنب حدوث أي تأثيرات سلبية.


وهناك بعض الخطوات التي تسهل في التعامل مع مريض انفصام الشخصية وتساعد في رفع حالته المعنوية، ومن أهمها:

1. الحرص على عدم توجيه أي كلمات معادية أو نبذ أي تصرف من تصرفات المريض حتى لا يؤثر سلبيًا على حالته النفسية.

2. عادة ما يشعر مريض انفصام الشخصية بإهمال من حوله، لذا غالبًا ما يفضل الوحدة وعدم الاختلاط مع الآخرين، لذا يفضل على الأسرة والمحيطين به تكثيف الاهتمام والاحتواء له، وتشجعيه على التواجد معهم باستمرار وإبعاده عن أي استفزازات خارجية.

3. الاهتمام بمواعيد الدواء التي وصفها الطبيب للمريض، فكلما تمت المواظبة على مراجعة الطبيب المعالج والالتزام بالدواء مع مراعاة الجانب النفسي والمعنويات الإيجابية له، كلما زادت فرص الشفاء في وقت أسرع.


طرق الوقاية من الإصابة بمرض انفصام الشخصية

لا نستطيع الجزم بالقول على وجود عوامل فعالة لتجنب الإصابة بهذا المرض، إلا أن هناك الكثير من الأشياء والتي يأتي في مقدمتها كما ذكرنا سابقًا دور الأسرة والبيئة المحيطة في تجنب تطور الأعراض عند المصاب، كما أن الاكتشاف المبكر للمرض يساهم بشكل كبير في تعجيل الشفاء، بالإضافة إلى ضرورة التأهيل النفسي السليم لكلًا من الأطفال والمراهقين منذ الصغر.


بعض المضاعفات التي تصيب مرضى انفصام الشخصية

هناك بعض المضاعفات التي تصيب هؤلاء المرضى وتؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية مع مرور الوقت، ولعل أبرز هذه الأعراض هي إصابتهم بالاكتئاب الحاد الذي من الممكن أن تتطور عواقبه إلى تفكير المريض بالانتحار للتخلص من حياته.


كما يلجأ بعض مرضى انفصام الشخصية إلى إدمان المخدرات والمواد الكحولية في بعض الأوقات هربًا من التغييرات التي تطرأ على شخصيتهم بعد الإصابة بهذا المرض، الأمر الذي يمثل خطورة بالغة في ازدياد المرض نظرًا لتأثير المخدرات المتعارف عليه على الذهن.


phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

هنا سيكون وصف ثانوي بحال لزم الأمر.